الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
أي وكاد صميم القلب يتقطع.وقد بحثها الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بحثاً مطولاً في دفع إيهام الاضطراب.وقوله تعالى: {وَأَنتَ حِلٌّ بهذا البلد}، حل: بمعنى حال، والفعل المضعف يأتي مضارعه من باب، نصر، وضرب، فإن كان متعدياً كان من باب نصر.تقول: حل العقدة يحلها بالضم، وتقول: حل بالمكان يحل بالكسر إذا أقام فيه، والإحلال دون الإحرام.وقد اختلف في المراد بحل هل هو من الإحلال بالمكان، أو هو من التحلل ضد الإحرام؟فأكثر المفسرين أنه من الإحلال ضد الإحرام، واختلفوا في المراد بالإحلال هذا.فقيل: هو إحلال مكة له في عام الفتح، ولم تحل لأحد قبله ولا بعده.وقيل: حل: أي حلال له ما يفعل بمكة غير آثم، بينما هم آثمون بفعلهم.وقيل: حل: أي من المشركين معظمون هذا البلد وحرمته في نفوسهم، ولكنهم مستحلون إيذاءك وإخراجك.وذكر أبو حيان: أنه من الحلول والبقاء والسكن، أي وأنت حال بها. اه.وعلى الأول يكون إخباراً عن المستقبل ووعداً بالفتح، وأنها تحل له بعد أن كانت حراماً، فيقاتل أهلها وينتصر عليهم أو أنه تسلية له، وأن الله عالم بما يفعلون به، وسينصره عليهم.وعلى الثاني: يكون تأكيداً لشرف مكة، إذ هي أولاً فيها بيت الله وهو شرف عظيم، ثم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حال فيها بين أهلها.والذي يظهر والله تعالى أعلم: أن هذا الثاني هو الراجح، وإن كان أقل قائلاً، وذلك لقرأئن من نفس السورة ومن غيرها من القرآن الكريم.منها: أن حلوله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد له شأن عظيم فعلاً، وأهمه الله رافع عنهم العذاب لوجوده فيهم، كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} [الأنفال33]، فكأنه تعالى يقول: وهذا البلد الأمين من العذاب، وهؤلاء الآمنون من العذاب بفضل وجودك فيهم.ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم بحلوله فيها بين أظهرهم، يلاقي من المشاق ويصبر عليها.وفيه أروع المثل للصبر على المشاق في الدعوة، فقد آذوه كل الإيذاء، حتى وضعوا سلا الجزور عليه وهو يصلي عند الكعبة. وهو يصبر عليهم، وآذوه في عودته من الطائف، وجاء ملك الجبال نصرة له، فأبى وصبر ودعا لهم، ومنعوه الدخول إلى بلده مسقط رأسه فصبر، ولم يدع عليهم، ورضى الدخول في جوار رجل مشرك وهذا هو المناسب لقوله بعده {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي كبد} [البلد: 4]، وهذا من أعظمه.فإذا كان كل إنسان يكابد في حياته، أياً كان هو، ولأي غرض كان، فمكابدتك تلك جديرة بالتقدير والإعظام، حتى يقسم بها. والله تعالى أعلم.{وَوَالِدٍ وَمَا ولد (3)}:قيل: الوالد هو آدم، {وَوَالِدٍ وَمَا ولد}.قيل: ما نافية.وقيل: مصدرية.فعلى أنها نافية: أي وكل عظيم لم يولد له.وعلى المصدرية: أي بمعنى الولادة من تخليص نفس من نفس، وما يسبق ذلك من تلقيح وحمل ونمو الجنين وتفصيله وتخليقه وتسهيل ولادته.وقيل: ووالد وما ولد: كل والد مولود من حيوان وإنسان.وقد رجح بعض العلماء أن الوالد هو آدم، وما ولد من ذريته، بأنه المناسب مع هذا البلد لأنها أم القرى، وهو أبو البشر، فكأنه أقسم بأصول الموجودات وفروعها.{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كبد (4)}:تقدم بيانه عند قوله تعالى: {يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ} [الانشقاق: 6].{يَقول أَهْلَكْتُ مَالًا لبدا (6) أيحسب أَنْ لَمْ يَرَهُ أحد (7)}لم يبين أيراه أحد؟ ومن الذي يراه؟ومعلوم أنه سبحانه وتعالى يراه، ولكن جاء الجواب مقروناً بالدليل والإحصاء في قوله تعالى بعده {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عينين وَلِسَاناً وشفتين وَهَدَيْنَاهُ النجدين} [البلد: 8-10]، لأن من جعل للإنسان عينين يبصر بهما ويعلم منه خائنة الأعين، ولساناً ينطق به ويحصى عليه ما يلفظ من قول إلاَّ لديه رقيب عتيد، وهداه الطريق، طريق البذل وطريق الإمساك، وإذا كان الأمر كذلك فلن ينفق درهماً إلاَّ وهو سبحانه يعلمه ويراه.{وَهَدَيْنَاهُ النجدين (10)}النجد: الطريق، وهو كما تقدم في سورة الإنسان بعد تفصيل خلق الإنسان {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل} [الإنسان: 2-3]، أي الطريق على كلا الأمرين بدليل {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان: 3]. وتقدم المعنى هناك، ويأتي في السورة بعدها عند قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وتقواها} [الشمس: 8]. زيادة إيضاح له، إن شاء الله تعالى.{فَلَا اقْتَحَمَ العقبة (11)}وقد بين المراد بالعقبة فيما بعد بقوله: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا العقبة} [البلد: 12]، ثم ذكر تفصيلها.وقد ذكر أن كل ما جاء بصيغة وما أدراك، فقد جاء تفصيله بعد كقوله تعالى: {القارعة مَا القارعة وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث} [القارعة: 1-4]، وما بعدها.وتقدم عند قوله تعالى: {الحاقة مَا الحآقة} [الحاقة: 1-2].وفي تفسير العقبة بالمذكورات، فك الرقبة، وإطعام اليتيم والمسكين توجيه إلى ضرورة الإنفاق حقاً لا ما لا يدعيه الإنسان بدون حقيقة في قوله: {يَقول أَهْلَكْتُ مَالاً لبدا} [البلد: 6].أما فك الرقبة: فإنك الإسهام في عتق الرقيق والاستقلال في عتقها يعبر عنه بفك النسمة.وهذا العنصر من العمل بالغ الأهمية، حيث قدم في سلم الاقتحام لتلك العقبة.وقد جاءت السنة ببيان فضل هذا العمل حتى أصبح عتق الرقيق أو فك النسمة، يعادل به عتق المعتق من النار كل عضو بعضو، وفيه نصوص عديدة ساقها ابن كثير، وفي هذا إشعار بحقيقة موقف الإسلام من الرق، ومدى حرصه وتطلعه إلى تحرير الرقاب.فها هو هنا يجعل عتق الرقبة، سلم اقتحام العقبة، وجعله عتقاً للمعتق من النار كل عضو بعضو. ومعلوم أن كل مسلم يسعى لذلك وجعله كفارة لكل يمين وللظهار بين الزوجين، وكفارة القتل الخطأ، كل ذلك نوافذ إطلاق الأسارى وفك الرقاب في الوقت الذي لم يفتح للاستراق إلى باب واحد، هو الأسر في القتال مع المشركين لا غير، وهما مما سبق تنبيهاً عليه رداً على المستشرقين ومن تأثر بهم. في ادعائهم على الإسلام أنه متعطش لاسترقاق الأحرار.وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكرم على قوله تعالى: {إِنَّ هذا القرآن يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] في سورة الإسراء.{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مسغبة (14)}أي شدة وجوع. والساغب: الجائع.قال القرطبي: وأنشد أبو عبيدة: أي لو كنت جاراً بحق تعني بحق الجار، لما حدث لجارك هذا.وهذا القيد لحال الإطعام دليل على قوة الإيمان بالجزاء ما عند الله على ما في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان: 8]، على ما تقدم من أن الضمير في حبه أنه للطعام، وهذا غالب في حالات الشدة والمسغبة، وقوله: {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، فهي أعلى منازل الفضيلة في الإطعام.{يَتِيمًا ذَا مقربة (15)}وقوله: {يَتِيماً ذَا مقربة} [15]، فاليتيم من حرم أبويه أو أحدهما، وقد خصوا في اللغة يتيم الحيوان، من فقد الأم، وفي الطيور من فقد الأبوين، وفي الإنسان من فقد الأب.وذا مقربة: أي قرابة، وخص به، لأن الإطعام في حقه أفضل وأولى من غيره، وفيه الحديث: «أن الصدقة على الغريب صدقة وصلة، وعلى البعيد صدقة فقط».والأحاديث في الإحسان إلى اليتيم متضافرة، ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» أي السبابة والتي تليها.{أَوْ مِسْكِينًا ذَا متربة (16)}قيل: المسكين من السكون وقلة الحركة، والمتربة: اللصوق بالتراب.وقد اختلف في التفريق بين المسكين والفقير أيهما أِد احتياجاً وما حد كل منهما، فاتفقوا أولاً على أنه إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا، وإذا ذكر أحدهما فقط، فيشمل الثاني معه، ويكون الحكم جامعاً لهما كما هو هنا، فالإطعام يشمل الإثنين معاً، وإذا اجتمعا فرق بينهما بالتعريف.فالمسكين كما تقدم والفقير، قالوا: مأخوذ من الفقرة وهي الحفرة تحفر للنخلة ونحوها للغرس، فكأنه نزل إلى حفرة لم يخرج منها.وقيل: من فقار الظهر، وإذا أخذت فقار منها عجز عن الحركة، فقيل: على هذا الفقير أشد حاجة، ويرجحه ما جاء في قوله تعالى: {أَمَّا السفينة فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البحر} [الكهف: 79] فسماهم مساكين مع وجود سفينة لهم يتسببون عليها للمعيشة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً» الحديث. مع قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر»، وهذا الذي عليه الجمهور، خلافاً لمالك.وقد قالوا في تعريف كل منهما: المسكين من يجد أقل ما يكفيه، والفقير: من لا يجد شيئاً، والله تعالى أعلم.{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بالمرحمة (17)}قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين آمَنُواْ}.هذا قيد في اقتحام العقبة، بتلك الأعمال من عتق أو إطعام، لأن عمل غير المؤمن لا يجعله يقتحم العقبة يوم القيامة لإحباط عمله ولاستيفائه إياه في الدنيا، وثم هنا للترتيب الذكري لا الزمني، لأن الإيمان مشروط وجوده عند العمل.وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان شروط قبول العمل وصحته في سورة الإسراء عند قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [طه: 112]، وكقوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النحل: 97]، لأن الإيمان هو العمل الأساسي في حمل العبد على علم الخير يبتغي به الثواب، وخاصة الإنفاق في سبيل الله، لأن بذل بدون عوض عاجل.وقد بحث العلماء موضوع عمل الكافر الذي عمله حالة كفره ثم أسلم، هل ينتفع به بعد إسلامه أم لا؟والراجح: أنه ينتفع به، كما ذكر القرطبي أن حكيم بن حزام بعد ما أسلم قال: يا رسول الله إنا كنَّا نتحنث بأعمال في الجاهلية فهل لنا منها شيء؟ فقال عليه السلام: «أسلمت على ما أسلفت من الخير»، وحديث عائشة قالت: يا رسول الله يا إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم الطعام ويفك العاني ويعتق الرقاب، ويحمل على إبله لله، فهل ينفعه ذلك شيئاً؟ قال: «لا، إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين».ومفهومه أنه لو قالها، أي لو أسلم فقالها كان ينفعه، والله تعالى أعلم.وقوله تعالى: {وَتَوَاصَوْاْ بالصبر وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة}.تتمة لصفاتهم، والصبر عام على الطاعة وعن المعصية، والمرحمة زيادة في الرحمة، والحديث: «الراحمون يرحمهم الرحمن».وذكر المرحمة هنا يتناسب مع العطف الرقيق والمسكين واليتيم، والله تعالى أعلم. اهـ.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه، أحسبه عن عبد الله {في كبد} قال: منتصباً.وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {لقد خلقنا الإِنسان في كبد} قال: يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.وأخرج ابن المبارك عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {لقد خلقنا الإِنسان في كبد} قال: لا أعلم خليقة يكابد من الأمر ما يكابد هذا الإِنسان.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {لقد خلقنا الإِنسان في كبد} قال: يكابد أمور الدنيا وأمور الآخرة.وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه {في كبد} قال: شدة وطول.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم رضي الله عنه {في كبد} قال: في السماء خلق آدم.وأخرج أبو يعلى والبغوي وابن مردويه عن رجل من بني عامر رضي الله عنه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقرأ {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد أيحسب أن لم يره أحد} يعني بفتح السين من يحسب.وأخرج ابن المنذر عن السدي رضي الله عنه {أيحسب أن لن يقدر} الآية، قال: الكافر يحسب أن لن يقدر الله عليه ولم يره.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {مالاً لبدا} قال: كثيراً.وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أهلكت مالاً لبدا} قال: أنفقت مالاً في الصد عن سبيل الله {أيحسب أن لم يره أحد} قال: الأحد: الله عز وجل.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله: {يقول أهلكت مالاً لبدا} قال: أيمن علينا فما فضلناه أفضل {ألم نجعل له عينين} وكذا وكذا.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة {ألم نجعل له عينين} قال: نعم من الله متظاهرة يقررنا بها كيما نشكر.وأخرج ابن عساكر عن مكحول رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعماً عظاماً لا تحصي عدها، ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاء فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، فإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما، وجعلت لك لساناً وجعلت له غلافاً فانطق بما أمرتك وأحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك، وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك. ابن آدم إنك لا تحمل سخطي ولا تستطيع انتقامي».أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {وهديناه النجدين} قال: سبيل الخير والشر.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وهديناه النجدين} قال: عرفناه سبيل الخير والشر.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وهديناه النجدين} قال: الهدى والضلالة.وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب رضي الله عنه مثله.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن علي رضي الله عنه أنه قيل له: إن ناساً يقولون: إن {النجدين} الثديين.قال: الخير والشر.وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنهما مثله.وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سنان بن سعيد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير».وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وهديناه النجدين} قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «أيها الناس إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير». وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب من نجد الخير».وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله.وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر، فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير».وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وهديناه النجدين} قال: الثديين.{فَلَا اقْتَحَمَ العقبة (11)}أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه {فلا اقتحم العقبة} قال: جبل في جهنم.وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: العقبة النار.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: للناس عقبة دون الجنة واقتحامها فك رقبة الآية.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: بلغني أن العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة.وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا اقتحم العقبة} قال: عقبة بين الجنة والنار.وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {فلا اقتحم العقبة} قال: عقبة بين الجنة والنار.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال: العقبة سبعون درجة في جهنم.وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {فلا اقتحم العقبة} قال: ألا أسلك الطريق التي فيها النجاة والخير.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن {فلا اقتحم العقبة} قال: جهنم وما أدراك ما العقبة؟ قال: ذكر لنا أنه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة إلا كانت فداءه من النار.وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: {وما أدراك ما العقبة}؟ ثم أخبر عن اقتحامها فقال: {فك رقبة} ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجراً؟ قال: أكثر ثمناً.وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أمامكم عقبة كؤداً لا يجوزها المثقلون فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة».وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما نزلت {فلا اقتحم العقبة} قيل يا رسول الله: ما عند أحدنا ما يعتق إلا عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه وتنوء عليه، فلو أمرناهن بالزنا فزنين، فجئن بالأولاد فاعتقناهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن آمر بالزنا، ثم أعتق الولد».وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنه بلغها قول أبي هريرة رضي الله عنه: «علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من عتق ولد زنية، فقالت عائشة رضي الله عنها: يرحم الله أبا هريرة إنما كان هذا أن الله لما أنزل {فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة} قال: بعض المسلمين، يا رسول الله: إنه ليس لنا رقبة نعتقها فإنما يكون لبعضنا الخويدم التي لابد منها فنأمرهن يبغين، فإذا بغين فولدن، أعتقنا أولادهن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من هذا».وأخرج ابن مردويه عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة فإنه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظم من عظامه من النار».وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضواً منه من النار».وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: قلت يا نبي الله: أي الرقاب أفضل؟ قال: «أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها».وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار، حتى الفرج بالفرج».وأخرج أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن البراء «أن أعرابياً قال لرسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة؟ قال: أعتق النسمة وفك الرقبة. قال: أوليستا بواحدة؟ قال: لا إن عتق الرقبة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحة الركوب والفيء على ذي الرحم، فإن لم تطق ذلك فاطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير».وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم ذي مسغبة} قال: مجاعة.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في يوم ذي مسغبة} قال: مجاعة.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {في يوم ذي مسغبة} قال: جوع.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه {في يوم ذي مسغبة} قال: يوم فيه الطعام عزيز.وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبي رجاء العطاردي رضي الله عنه أنهما قرأ: {أو أطعم في يوم ذا مسغبة}.وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: «من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان».وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذا مقربة} أي ذا قرابة، وفي قوله: {ذا متربة} يعني بعيد التربة أي غريباً من وطنه.وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أو مسكيناً ذا متربة} قال: هو المطروح الذي ليس له بيت، وفي لفظ الحاكم: هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء، وفي لفظ: هو اللازق بالتراب من شدة الفقر.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه مثله.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو مسكيناً ذا متربة} يقول: شديد الحاجة.وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو مسكيناً ذا متربة} يقول: مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة.وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ذا متربة} قال: ذا جهد وحاجة.قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر: وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم {مسكيناً ذا متربة} قال: «الذي مأواه المزابل».وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ذا متربة} قال: كنا نحدث أن المترب ذو العيال الذي لا شيء له.وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه: ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من إطعام مسكين.وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام بن حسان رضي الله عنه في قوله: {وتواصوا بالصبر} قال: على ما افترض الله.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وتواصوا بالمرحمة} يعني بذلك رحمة الناس كلهم.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {مؤصدة} قال: مغلقة الأبواب.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة {مؤصدة} قال: مطبقة.وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس مثله.وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله.وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {مؤصدة} قال: مطبقة.قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر: وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {مؤصدة} قال: هي بلغة قريش أوصد الباب أغلقه. اهـ.
|